مثل ماء يسيلُ
من إناءٍ مثقوب
تفلت
الرغبة من
يديّ
*
* *
كان الصبي
يشاكس مسيحه:
أنا برية
الغزالات.. أنا نحلة النشيد..
كان يحترف
الغواية:
أنا الهواء..
أنا
ثم جاء في
غفلته
من رمى جمرته
في الغياب
*
* *
هزمني اجترار الكلام..
هزمتني امرأة
سلمت نفسها للنسيان فنستني..
كانت غيماً
وكانت كرزاً
تناثر على بابي
هزمتني وحشة
المدينة ..
ما من ساحة
عادت لي
ما من جدارٍ
يظلل غفوتي..!
*
* *
منّ سرق الشام من ياسمينها..
من سرق قلبي
من شهوته؟
*
* *
أذكر فيما يذكر العاشق
أن قلبي كان
وسادة
و أن براري
النهد
كانت تغسل
نهاراتي
كان وجه
المدينة طفلاً، والورد النائم في عينيها يزهو..
أذكر فيما
يذكر العاشق أن الفصول كانت تجيء و لا تجيء
كان
للكلام
موجه
كان للسرير
ماؤه
أذكر فيما
يذكر العاشق
هذي
البلاد
كانت
بلادي
وهذي النساء
كانت جنوني
*
* *
لا شيء تغيّر..
الطاولة.. كما
هي
المزهرية،
الكرسي، المقعد الخشبي،
السرير،
المرآة، رفوف الكتب، الدمية
صور الجدران
لاشيء
تغير
سوى نرجسة ذوت
روحها..!
*
* *
هناك، في آخر الأشياء
يحدث أن تصحو
الطفلة من طفولتها
لا دميةً
تلاعبها
لا فراشةً
تركض ورائها
يحدثُ أن
يصمتَ نهر المدينة
لا ماء يحمله
لا وردةً
يسقيها
يحدث في آخر
البراري أن يصير العشاق تماثيل شمعٍ تذوبّها النار..